زوجتي لا تحافظ على الصلاة
الصلاة هي العبادة الوحيدة التي لا تسقط عن الإنسان بأي حال من الأحوال ما دام فيه نفس يتردد ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القدوة حيث أنه لم يترك الصلاة وهو في شدة مرضه، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله فإن صلحت صلح سائر العمل، وهي الميزان في الدنيا والآخرة، وكان السلف إذا أرادوا أن ينظروا في دين إنسان يسألون عن صلاته أولاً.
ولذلك قد وعد الله المحافظين على الصلاة بأعظم الثواب والعطاء الجزيل، قال تعالى: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله”. (سورة البقرة: 110)
وعن عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: سألت النبي (صلى الله عليه وسل) أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: “الصلاة على وقتها.” (متفق عليه)
ومن أعظم الذنوب والمنكرات: التهاون والتفريط فيها، بتركها، أو تضييع مواقيتها، وقد جاء في ذم من فعل ذلك قوله تعالى: “فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”. (مريم: 59)، وقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ”. (رواه مسلم). وقوله (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ”. (رواه البخاري)
وثبت في الحديث الشريف أن الرجل راعٍ في أهله ومسئولٌ عن رعيته، فعلى الزَّوْج أن ينصح زوجته بالحِكمة والمَوْعِظَة الحَسَنَة، كما قال ربُّ العزة لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وِاصْطَبِرْ عَلَيْهَا”. (سورة طه: 132)
وهذه بعض النصائح للزوج علها تساعده مع زوجته التي لا تحافظ على الصلاة:
1- يجب العلم أن الهداية من الله عز وجل، وما عليك إلا النصح والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
2- ينبغي على الزوج اختيار الوقت الأمثل لنصح زوجته فبلا شك أن كل زوج يعرف مدخل قلب زوجته، حتى لا يترك مجالاً للشيطان بإفساد النصيحة.
3- ينبغي تذكير الزوجة أو استمالتها للنصيحة بالحديث عن صفاتها الحسنة مثل أنها زوجة مطيعة وقائمة على أعمال البيت ومجتهدة ومن أصول طيبة، وأن تلك الصفات تحتاج إلى إكمالها بالمحافظة على الصلاة.
4- يجب على الزوج أن ينصح زوجته بعيداً عن الناس وحتى عن الأولاد، فهناك فرق شاسع بين النصيحة والفضيحة.
5- احرص على الدعاء لها بالهداية، وعليك بالتوجه إلى الله واللجوء إليه والحرص على طاعته قال تعالى: “وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ”. (سورة الأنبياء: 90)
6- عليك أن تذكرها بعظم منزلة الصلاة عند الله ومدى أهمية الصلاة في حياتها وتأثيرها على الأسرة بشكل عام وأن الصلاة سبب للسعادة في الدنيا والآخرة، وانها الصلة بين العبد وربه، وأنها سبب لمغفرة الذنوب، وأن الله تعالى يحب ويمدح المحافظين على الصلاة.
قال تعالى: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ”. (سورة المؤمنون: 2)
وقال سبحانه مادحًا أهل الصلاة: “إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا. إِلَّا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ”. (سورة المعارج: 19-23)
7- وعليك أن تبين لها خطورة التقصير في أداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وقد حذر الشرع التحذير الشديد لمن تهاون في أداء الصلاة، ومن حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لما يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف وهؤلاء والعياذ بالله هم أئمة الكفر والضلال.
قال تعالى: “فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”. (مريم: 59)
روى ابنُ جرير الطبري عن عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) قَالَ: لَمْ يَكُنْ إِضَاعَتُهُمْ تَرْكَهَا، وَلَكِنْ أَضَاعُوا الْوَقْتَ. (تفسير الطبري)
وقال سبحانه: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ. الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ. وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”. (الماعون: 4: 6)
8- كما يمكن للزوج أن بين لها شؤم المعاصي وخاصة كبيرة ترك الصلاة وخطورة ذلك على بيتكم وحياتكم وأولادكم قال تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى”. (سورة طه: 124)
9- عليك أن تظهر لها عدم الرضا بترك الصلاة، وأبحث عن الأساليب المناسبة للتعبير عن ذلك كترك الأكل معها وهجران فراشها، والامتناع عن التحدث إليها، وغير ذلك من الوسائل التي سوف تساعدك بإذن الله في ردها إلى صوابها. وفي المقابل يجب أن تشجع كل بادرة استجابة ورجوع إلى الله وإنابة.
10- إذا كان في أوليائها من له تأثير عليها فيمكن أن تطلب منه نصحها، أو تقول لها إذا لم تحافظي على الصلاة فسوف أخبر فلان لأنني أصبحت لا أطيق تحمل هذه المخالفة، وبين لها أنك لا تحرص على هذا الحل ولكن آخر الدواء الكي حتى لا ينتشر هذا الخبر وتصبح سمعة هذه المرأة قبيحة بين الناس والعياذ بالله.
وفي النهاية، نسأل الله تعالى الهداية لجميع المسلمين.