صلاة الجماعة في البيت بسبب انتشار وباء كورونا
فضل ومنزلة الصلاة في الإسلام
تعد الصلاة عماد الدين وأحد أركان الإسلام الخمسة التي ذكرها النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف: “بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ”. (متفق عليه)
وورد عن أَبي هُريرة (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: “الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ”. (رواه مسلم)، وعن عثمانَ بنِ عفان (رضي الله عنه) قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه (صلى الله عليه وسلم) يقولُ: “ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وضوؤها، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ”. (رواه مسلم)
والصلاة نور لصاحبها في الدنيا والآخرة؛ لحديث عبداللَّه ابن عمر (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: “من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون، وفرعون، وهامان، وأبيّ بن خلف”. (رواه أحمد)
والصلاة يرفع اللَّه بها الدرجات، ويحط الخطايا؛ لحديث ثوبان مولى رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال له: “عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد للَّه سجدةً إلا رفعك اللَّه بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة”. (رواه مسلم)
الصلاة في زمن انتشار وباء كورونا
أصدرت الهيئات الشرعية ومعظم رجال الدين المعاصرين أنه لا ضير في عدم الحضور إلى المسجد وتعليق إقامة صلاة الجماعة، بما فيها صلاة الجمعة، حال استشعار خطر يهدد المصلين كما في حالة وباء “كورونا” الذي أصبح ينتشر بسرعة كبيرة وأصبح خطراً حقيقياً يهدد أرواح الناس، مع الاكتفاء برفع الأذان فقط.
ومع جواز الصلاة في البيت، يجب على المسلم الحرص على أداء الصلاة في جماعة، فصلاة الجماعة أحبّ الأعمال إلى الله تعالى لارتباطها بأهمّ الفرائض، وهي أكثر أجرًا من صلاة الفرد، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة”. (متفق عليه)
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم قال: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا”. (متفق عليه)
وعن عثمان (رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ) قال سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول: “من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله”. (رَوَاهُ مُسلِمٌ)
وقد تكون صلاة الجماعة في المسجد أو في مجموعة من الأشخاص في بيت أو غيره، يأتمّون بإمامٍ واحد يتبعونه في حركاته وسَكَناته.
وكيفية صلاة الجماعة في البيت بسبب هذا الوباء (كورونا) تكون على النحو التالي:
– يقيم للصلاة أحد الذكور سواء كان الأب أو أحد البالغين من الذكور.
– إذا كان الرجل يصلي بابنه، صلى الولد (المأموم) عن يمين الأب (الإمام).
– إذا كان الرجل يصل بأولاده الذكور، صلى الأولاد (المأمومين) في صف واحد خلف الأب (الإمام).
– إذا كان الرجل يصلي بزوجته فقط، وقفت الزوجة (المأمومة) خلف الزوج (الإمام).
– إذا كان للرجل ولد وزوجة، صلى الولد عن يمين الأب (الإمام)، وصلت زوجته خلفهما في صف آخر.
– إذا كان الرجل يصلي بأولاده الذكور والزوجة، صلى الأولاد في صف خلف الأب، وتصلي الزوجة خلفهم في صف آخر.
– إذا كان للرجل أولاد ذكور وإناث وزوجة، صلى الذكور خلف الأب (الإمام) في صف، وصلت الزوجة والبنات في صف آخر خلف الذكور.
ومن كان حريصًا على صلاة الجماعة في المسجد وصلاة الجُمُعة قبل ذلك، وحال الظَّرف الرَّاهن دون أداء الصلوات في المسجد؛ له أجرُها كاملًا حتى وإن صلى الجمعة في بيته ظهرًا إنْ شاء الله؛ لحديثِ رسول الله (ﷺ): “إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا”. (رواه البخاري)