مشروعية صلاة العيد
صلاة العيدين – عيد الفطر وعيد الأضحى – مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين، فقد ثبت أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما قدم المدينة، وكان لأهلها يومان يلعبون فيهما؛ قال (صلى الله عليه وسلم): قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما، يوم النحر، ويوم الفطر.” (رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح)
وقال تعالى: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” (سورة الكوثر) وقوله تعالى: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى”. (سورة الأعلى) وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء من بعده يداومون عليها.
حكم صلاة العيد
اختلف العلماء في حكم صلاة العيد، فذهب الشافعية والمالكية إلى أنها سنة مؤكدة في حق الرجال وهو رأي الجمهور.
وذهب الحنفية ورأي عن الإمام أحمد إلى أنها واجبة وهو رأي جمع من العلماء كابن تيمية وابن القيم وابن باز وابن عثيمين ودليلهم على وجوب صلاة العيد لكونه (صلى الله عليه وسلم) أمر بخروج النساء وهن لسن من أهل الوجوب.
والمشهور عند الحنابلة وهو رأي الإمام أحمد أنها فرض كفاية.
وقت صلاة العيد
وقت صلاة العيد كوقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى زوال الشمس لأنه الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها فيه – وهذا رأي الجمهور.
عدد ركعات صلاة العيد
وصلاة العيد ركعتان قبل الخطبة، لقول ابن عمر: “كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر وعثمان يصلون العيدين قبل الخطبة”. (متفق عليه)، وقد استفاضت السنة بذلك وعليه عامة أهل العلم، قال الترمذي: “والعمل عليه عند أهل العلم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وغيرهم، أن صلاة العيدين قبل الخطبة .
وصلاة العيدين ركعتان بإجماع المسلمين، وفي الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس؛ “أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج يوم الفطر، فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما”. (رواه البخاري) وقال عمر: “صلاة الفطر والأضحى ركعتان، تمام غير قصر، على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم، وقد خاب من افترى”. (رواه أحمد وغيره)
الأذان والإقامة في صلاة العيد
لا يشرع لصلاة العيد أذان ولا إقامة؛ لما روى عن جابر: “صليت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) العيد غير مرة ولا مرتين، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، بغير أذان ولا إقامة”. (رواه مسلم)
صلاة العيد في البيت بسبب كورونا
يوشك شهر رمضان المبارك على الانتهاء ويحل بعده عيد الفطر المبارك وهي مناسبة ينتظرها عموم المسلمين في شتى بقاع الأرض. وكما هو معلوم منذ فجر الإسلام التزام المسلمين بأداء صلاة العيد في الخلاء والساحات والمساجد، ولكن في ظل تفشي فيروس كورونا قد يهدد حياة العديد من الأشخاص.
ولهذا فنحن مضطرون إلى أداء صلاة العيد في البيوت سواء جماعة أو فرادى، ولكن بدون خطبة، والأفضل إمامة الرجل أهل بيته في جماعة.
ما حكم صلاة العيد في البيت بسبب كورونا؟
من أكثر الأسئلة التي طرحت في الفترة الأخيرة هو حكم صلاة العيد في البيت بسبب الظروف الراهنة، وهل يجوز أداء الصلاة بشكل فردي أم لا.
لابد من التأكيد أولا على ضرورة الالتزام بقرار السلطات والمنظمات الصحية في كل دولة بشأن منع أو تنظيم التجمعات وعدم الخروج عليها؛ لأن الالتزام بها من السنة وحفظ النفس من مقاصد الشريعة العليا.
ويؤكد العلماء على ضرورة الصلاة ولا يجوز للمسلم تركها بسبب فيروس كورونا بل عليه أداؤها في المنزل.
وصلاة العيد في البيوت مع العائلة هو رأي الحنفية؛ لأن الاجتماع شرطٌ في صلاة العيد عندهم؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم ما صلاها إلا بالجماعة فصارت هيئة شرعية لها.
وعندما سأل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن صلاة العيد بالبيوت بسبب هذه الجائحة؟ فقال: نعم تصلى بالبيوت، وقد أفتى بذلك المفتي العام.
فقلت: على الصفة التي تكون في المصلى؟ قال: نعم.
وأصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر برئاسة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، الأحد، بيانا للمسلمين حول العالم بشأن الأحكام المتعلقة بصلاة العيد، في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقالت الهيئة في بيانها، إنه يجوز أداء صلاة عيد الفطر المبارك في البيوت، بالكيفية التي تُصلى بها في المساجد والساحات، وذلك لقيام العذر المانع من إقامتها في المسجد أو الخلاء.
وتابعت: “ويجوز أيضا أن يصليها الرجل جماعة بأهل بيته، كما يجوز أن يؤديها المسلم منفردا، وذلك انطلاقا من أن أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظ النفوس وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار”.
وأوضحت الهيئة أنه لا تشترط الخطبة لصلاة العيد، فإن صلى الرجل بأهل بيته فيقتصر على الصلاة دون الخطبة، مؤكدة أنه إذا صلى المسلم صلاة العيد منفردا أو جماعة بأهله في بيته، فإنه يصليها ركعتين وبالتكبيرات الزوائد، وعدد التكبيرات الزوائد 7 في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، و5 في الركعة الثانية بعد تكبيرة القيام إلى الركعة الثانية.
وقال رئيس لجنة الإفتاء بدولة الكويت الدكتور محمد الطبطبائي إنه “في ظل حظر التجول الكلي، يستحب للأسر في البيوت إقامة صلاة العيد، ويبدأ وقتها من الساعة 5 صباحا إلى قبيل أذان الظهر”، مشيراً إلى أنه “يُستحب التهيؤ لها بلباس جديد، من أفضل ما لدى المرء والتطيب، ويستحب أن يأكل تمرات وترا قبل صلاة العيد، ويكون قد أخرج زكاة فطره قبل الصلاة، ويستمر في التكبير من ليلة العيد إلى أداء صلاته للعيد،، يجهر الرجل بالتكبير وتسر المرأة بها”.
وعن كيفية أدائها في المنزل، قال الطبطبائي «يجتمع أفراد العائلة، ويؤمهم رب البيت أو من يكلفه، فيصلي بهم ركعتين بنية صلاة العيد، يكبر في الركعة الأولى 7 تكبيرات، وفي الركعة الثانية 5 تكبيرات، ويجهر في القراءة، ويستحب أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة (ق) أو (سبح)، ويقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة (القمر) أو (الغاشية)، ولا خطبة بعد صلاة العيد في البيوت”.
كما جاء في الفتوى الصادرة عن وزارة الأوقاف حول جواز تأدية صلاة العيد في المنازل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، “يستحب لمَنْ لم يتيسر له صلاة العيد أن يصليها في البيت على صفتها، ركعتين جهراً دون خطبة بعدها، فيكبر في الركعة الأولى ست تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام وقبل بدء القراءة، ويكبر في الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام وقبل بدء القراءة، وهو مخير إن شاء صلاها وحده وإن شاء صلاها في جماعة مع أهل بيته”.
كيفية صلاة العيد في البيت
– صلاة عيد الفطر المبارك ركعتان فقط.
– تبدأ صلاة العيد بسبع تكبيرات في الركعة الأولى غير ركعة الإحرام، وبعد ذلك يبدأ المصلي (إن كان إمام بأهل بيته) بقراءة سورة الفاتحة جهراً ثم قراءة سورة معها (يستحب أن تكون سورة الأعلى كما هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم).
– وفي الركعة الثانية يكون بها خمس تكبيرات بالإضافة لتكبيرة القيام، وبعد ذلك يقرأ المصلي بسورة الفاتحة وبعدها سورة الغاشية.
ويتضح من ذلك أن صلاة العيد في البيت لا تختلف إطلاقاً عن أدائها في الجامع أو المصلى.