فقه النوازل: ما حكم الصلاة بالبنطال؟

الصلاة بالبنطال هذا لم يكن موجوداً في الأزمنة السابقة ولهذا اختلف فيه المتأخرون.
البنطال هذا نوع من السروايل إلا أنه يتميز ضيق وسميك، ويستر من السرة إلى الكعب، وقد يكون أنزل من الكعب.
والصلاة في البنطال هذا أمر مستجد وهذا لم يكن موجوداً عند المسلمين في الأزمنة السالفة، وإنما انتقل إلى المسلمين من الغرب، وقال الألباني رحمه الله: إن هذا البنطال فيه مصيبتان:
المصيبة الأولى أن فيه تشبهاً بالكفار، و المصيبة الثانية أن فيه تحجيماً للعورة.
أما بالنسبة لما يتعلق بالتشبه بالكفار فإنه أصبح الآن في بعض البلدان الإسلامية من ألبسة المسلمين، وأصبح منتشراً ولهذا أصبح ليس من خصائص الكفار.

ما حكم الصلاة بالبنطال

من صلى في هذا البنطال فإن صلاته صحيحة وجائزة.

والسلف كرهوا لباس البرنس ومع ذلك سئل الإمام مالك (رحمه الله) عن لباس البرنس فقال لا بأس به، فقالوا النصارى يلبسونه قال: يلبس هاهنا.

فدل ذلك على أن الشيء إذا انتشر بين المسلمين ولم يكن من خصائص الكفار أنه لا بأس به ما لم يكن ذلك متضمناً محظوراً شرعياً، ككونه من الأمور والشعائر الدينية.
أما ما يتعلق بالمصيبة الثانية التي ذكرها الشيخ الألباني رحمه الله وهي أنه يحجم العورة بتحجيمه، نقول أما بالنسبة لتحجيمه للعورة فإن الفقهاء رحمهم الله يتفقون على أن الصلاة في الثوب الضيق أنها جائزة ولا بأس بها هذا من حيث الصلاة بخلاف اللُّبس هذا كثير من العلماء يكرهون ذلك، وإن كان يؤدي إلى فتنة فإن هذا محرم ولا يجوز.
والدليل على أن لبس الثوب الضيق أنه جائز حديث جابر (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: في الثوب “إن كان واسعاً فالتحف به وإن كان ضيقاً فاتزر به”. (رواه البخاري)
والبخاري بوب: باب الصلاة في الثوب الضيق.
وعلى هذا نقول من صلى في هذا البنطال فإن صلاته صحيحة وجائزة، لكن لبس هذا البنطال الضيق أقل أحواله الكراهة لأن العلماء رحمهم الله كرهوا ذلك. لكن من ابتلي بهذا البنطال كمن اعتاد لبسه أو مثل أصحاب الوظائف المهنية نقول بأنه يجتهد بأن يوسع هذا البنطال ولا يجعله يصف العورة ويحجمها.

_____________________________________

المصدر: فقه النوازل في العبادات لدكتور خالد المشيقح.

مواضيع ذات صلة