المحافظة على الصلاة رغم أصعب الظروف
يجب على المرء المسلم عدم التهاون والتكاسل عن أداء الصلاة الفريضة في أوقاتها دون تأخير مهما كانت الظروف. فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ”. (رواه الترمذي)
ولا تسقط عن المسلم بأيّ حالٍ من الأحوال؛ لا في سفرٍ ولا حضرٍ، ولا صحّةٍ ولا مرضٍ، ولا خوفٍ ولا أمنٍ، بل إنّ الله تعالى أمر بالمحافظة عليها حتّى في أصعب الظروف وأشدّها خطورةً، وهي عند لقاء العدوّ والقتال، كما قال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ. (البقرة: 238-239)
ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القدوة الحسنة؛ فقد قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها: لما سئلت مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: “كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ” تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ؛ “فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ”(رواه البخاري)
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا (أي أصحاب رسول الله) وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهُا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ” أي يمسكه الرجلان لضعفه وعجزه.” (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)
وكان إِمَامُ التَّابِعِينَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ رحمه الله يقول: “فَوَاللهِ مَا فَاتَتْنِي تَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ فِي هَذَا المَسْجِدِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً”. ونقل هذا المعنى عن عدد من سلف هذه الأمة.
وكان الربيع بن خثيم رحمه الله يقاد إلى الصلاة وبه الفالج (الشلل النصفي) فقيل له: قد رُخص لك. قال: “إني أسمع حيَّ على الصلاة، فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبواً”.
وفيما يلي بعض الصور التي تعكس مدى حرص هؤلاء المصلين على أداء الصلاة في أحلك الظروف وأصعب المواقف في جميع أنحاء العالم مما يشرح الصدور ويدعوا إلى التمسك بالصلاة والمحافظة عليها.