قصر الصلاة في السفر للمبتعثين

ما حكم قصر الصلاة في السفر؟ 

السؤال:

تقول السائلة إنها طالبة مبتعثة للدراسة في أمريكا وأنها سمعت فتوى للشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) يجيز قصر الصلاة لطالب يدرس في القصيم وهو من جدة (بالسعودية)، فهل نُقصر في الصلاة هنا أم لا؟ وهل يجوز الجمع بين الصلوات أثناء وجودي في الجامعة؛ حيث أنها تبعد عن المنزل حوالي أربع وخمسون دقيقة؟

الجواب:

يحرص الإسلام دائمًا على التيسير والتخفيف ورفع الحرج عن المسلمين، فهي رسالة الرحمة من الله عز وجل إلى العباد، وخاطب الله تعالى نبيه فقال، “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” (الأنبياء: 107).

قال ابن القيم رحمه الله: “الشريعة رحمة كلها، وحكمة كلها، وأي حكم تراه فيها خرج من الرحمة إلى القسوة، أو من الحكمة إلى العبث، فليس من الشريعة في شيء، وإن أدخله مَن أدخله بسوء التأويل”.

ومن نماذج التخفيف والتيسير ورفع الحرج أن الله تعالى شرع للمسافر الجمع بين الصلاة في حال السفر تخفيفًا منه وفضلاً، لأن المسافر تعتريه من الظروف والأحوال ما قد يصعب عليه أداء الصلاة في وقتها.

ذهب جمهور العلماء إلى جواز الجمع بين الظهر والعصر، والجمع بين المغرب والعشاء؛ لأنه ثابت بالإجماع من فعل النبي – صلى الله عليه وسلم- في الجمع ليلة عرفة والمزدلفة. قال ابن القيم (رحمه الله): “الجمع ليس سنة راتبة كما يعتقد أكثر المسافرين أن سنة السفر الجمع سواء وجد عذر أو لم يوجد، بل الجمع رخصة، والقصر سنة راتبة، فسنة المسافر قصر الرباعية سواءٌ كان له عذر أو لم يكن، وأما جمعه بين الصلاتين لحاجة ورخصة، فهذا لون وهذا لون” (الوابل الصيب).

ويجيب على هذا السؤال الشيخ صالح المغامسي حيث يقول أن السفر في الوقت الحالي ينقسم إلى سفر عارض وسفر استيطان، والأول هو الذي تجري عليه أحكام المسافر من حيث الجمع والقصر فيما يتعلق بالصلاة والإفطار في نهار رمضان. أما المسافر سفر استيطان فلا تجري عليه تلك الأحكام من الجمع والقصر والإفطار في رمضان.

الفرق بين السفر العارض والاستيطان:

السفر العارض، كسفر الشخص الذي يسافر إلى الغرب أو الشرق أو أي دولة إسلامية أو غير إسلامية لحاجة معلقة، قد تزيد مدتها أو تقل كأداء العمرة أو العلاج أو التجارة أو سياحة أو شراء كتب أو للزيارة، هؤلاء سفرهم عارض مهما طالت مدته وحتى لو كان يعلم أنه سيمكث أكثر من أربعة أيام.

_________________________

المصدر: قناة الراسخون في العلم.

مواضيع ذات صلة