قضاء الصلوات الفائتة
متي يقضي المسلم الصلوات الفائتة على هدي النبي (صلى الله عليه وسلم)، بمعنى لو فاتتني صلاة هل أقضيها على الفور أو التراخي؟ أو كما يظن البعض أنها تسقط وتكفي التوبة؟ وإذا فاتتني صلوات كثيرة، كيف أقضيها؟ وإذا فاتتني صلاة وهناك صلاة حاضرة، كيف أقضيها؟ هذا ما سنعرفه مع فضيلة الشيخ فيصل الهاشمي.
أولا، كما ينبغي على المسلم قضاء الدين الذي عليه للناس من مال أو أمور مادية أخرى، يجب عليه قضاء الدين الذي بينه وبين الله من باب أولى وهو الأهم ولا يجوز التساهل فيه إطلاقاً. فبعض الناس يكون عليه مثلاً قضاء صيام من سنوات أو صلوات ولا يهتم بذلك ويتساهل في قضائها ودين الله أحق أن يقضى. وعن ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) أَنَّ امْرَأَةً، جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ عَلَى أُمِّهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا فَقَالَ: ”لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ”. قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: ”فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى”. (رواه أبو داوود)
يجب على المسلم الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها وتأخير ما سواها حتى تنقضي الصلاة، قال تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً”. (النساء: 103)
إذا خرج وقت الصلاة عن غير عمد كأن ينام المسلم عن الصلاة، فيجب عليه القضاء فوراً ولا يصح كما يقول البعض تأخيرها لليوم التالي كمن نام عن صلاة الفجر فيؤخرها لفجر اليوم التالي، هذا لا يجوز. فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ”مَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ”. قَالَ قَتَادَةُ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي. (رواه مسلم)
إذا دخل المسلم المسجد لصلاة العصر وهو لم يصل الظهر، في هذه الحالة يصل العصر مع الإمام بنية الظهر. ولا يجوز للمسلم الجمع بين الصلوات بدون عذر فالكثير من الناس يتساهل في هذا الأمر ولا يصلي طوال اليوم ويقضي الصلوات جميعاً في نهاية اليوم.
وللمزيد حول مسألة قضاء الفوائت في الصيام والصلاة، يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي مع فضيلة الدكتور فيصل الهاشمي.