أبناءنا في الصلاة
إعداد فريق التحرير
أوصانا الإسلام بالحرص على أولادنا وتنشئتهم تنشئة سليمة قائمة على معرفة وعبادة الله تعالى وحده، قال تعالى: “يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة…” (التحريم: 6)
ومما يأسف له الحال، أن الكثير من الآباء والأمهات يعتنون بكل شيء من احتياجات أولادهم المعيشية من ملابس ودراسة وترفيه ويهملون النواحي التربوية الخاصة بالعبادة والتدرب على الطاعة بزعم صغر سنهم وسيكون الحديث هنا على الصلاة.
ونستذكر هنا قول الشاعر “وينشئ ناشئ الفتيان منا على ماكان عوده أبوه” والتي تنطبق على تربية وتعويد الأطفال على الصلاة، فمن المهم معرفة أن الصلاة حينما تهمل في الصغر أو في سن مبكرة، يكون الالتزام بها صعباً وثقيلاً عند الكبر. ولهذا أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن نعود أبناءنا عليها حيث قال: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها، وهم أبناء عشر”. (أبو داود)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ” كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته؛ والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته” (متفق عليه)
ولذلك كان على الوالدين تبرئة ذمتهما أمام الله تعالى في تربية الأولاد وتشجيعهم وتحببيهم للصلاة، وفي هذا الصدد يقول شيخ الإسلام بن تيمية (رحمه الله): “من كان عنده صغير مملوك أو يتيم، أو ولد ؛ فلم يأمُره بالصلاة، فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويُعَــزَّر الكبير على ذلك تعزيراً بليغا، لأنه عصى اللهَ ورسوله”. (مجموع الفتاوى)
وأيضاً لأن أولادنا أمانة سوف نسأل عليها يوم القيامة، فكلنا نجتهد في تربيتهم تربية صالحة محافظين على صلاتهم التي هي عماد الدين والتي ستحفظهم في كبرهم من الشرور والآثام. إذن فكيف نحبب أبناءنا فلذات أكبادنا في الصلاة؟
في البداية لابد أن ندرك أن هذا الموضوع ليس بالأمر السهل، فنحن هنا نتعامل مع نفس بشرية، فلنستعن بالله تعالى ونبتغي مرضاته ولنصبر على أولادنا وأن نستثمر في الطفل الأول فذلك سيسهل كثيراً بعد ذلك، لأن إخوته الصغار يعتبرونه قدوة لهم وسيقلدونه تماماً في كل شيء.
أساليب تحبيب الأولاد فى الصلاة:
1- يجب أن يرى الأطفال والديهم يصلون بانتظام حتى ينطبع فى أذهانهم هذا السلوك، فالطفل فى سن سنتين أو ثلاث يقلد حركات أبيه فى الصلاة ويرفع أصبعه مثله، لذا يجب أن نرسخ فى عقول أطفالنا هذا الأمر منذ الصغر.
2- ربط النظام اليومى بالصلاة، وذلك بتحديد ميعاد الغداء مثلا بعد العصر أو نحن سنخرج بعد المغرب.
3- على الوالدين دائماً أن يعطوا لأولادهم انطباعا أن الأشخاص الصالحين هم من يصلون.
4- تعويد الطفل على طريقة لعب معينة تعود الطفل على الوضوء والصلاة.
5- تعويد أولادنا فى سن صغيرة الذهاب للمسجد، يقول النبى (صلى الله عليه وسلم): “إنى لأقوم فى الصلاة أريد أن أطيل فيها فأسمع بكاء الصبى فأتجاوز فى صلاتى كراهية أم أشق على أمه” ، وهذا الحديث يبين لنا أن الأمهات كن يأخذن أطفالهن الذين لا يتحكمون فى بكائهم وتصرفاتهم إلى المسجد ولم نسمع أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمر بعدم إحضار الأطفال للمسجد، ولقد كان الرسول الكريم يخطب على المنبر وقد نزل لبكاء الحسن.
6- تقديم الأطفال فى الصلاة خصوصاً إذا كان الطفل من حفظة القرآن.
7- تقوية روابط المحبة داخل الأسرة فالحب أقصر الطرق للطاعة.
8- تعويد وتحبيب الطفل على صلاة الفجر منذ الصغر.
9- إنشاء جدول محاسبة للطفل به نجوم يأخذها بعدد تأدية الصلاة.
10- مكافأة الطفل مقابل تأدية الصلاة وذلك ربما يجعل الطفل فى البداية ماديا، ولكن مع مرور الوقت سيتغير هذا الطفل ويعتاد على الصلاة.
11- الحوار والمناقشة مع الطفل ويجب أن نشكر الله على ما أعطانا وهذا الشكر يكون بالصلاة.
12- عدم التعليق على مسألة إتقان الصلاة إلا بعد مواظبة الطفل تماما على الصلاة، فنبدأ وقتها بالتعليق والتوجيه عل تأدية الصلاة من خشوع لله وثبات فى الوقوف وغير ذلك.
13- هناك أطفال كثيرة ينشغلون عن الصلاة باللعب، وهنا يجب ألا نترك اللعب يضيع الصلاة وإنما نبحث عن طريقة تجعل الطفل يترك اللعب ويذهب للصلاة.
14- لابد من التدرج فى طلب الصلاة واعتبار مسألة السن، فالطفل من سن سنتين وحتى خمس سنوات يقوم بتقليد الحركات فقط، وحتى سن السابعة نعلمه قراءة الفاتحة والسور القصيرة، كما يجب أن ننتبه لأنفسنا لأن الطفل وقتها يظهر لديه مفهوم القدوة.
15- من سن خمس وحتى سبع سنوات لا يجب أن نجبر الطفل على الوضوء لكل صلاة لذا لا مانع من ترك الطفل يصلى بلا وضوء، وأيضا فى هذه السن وهو خمس إلى سبع سنوات نجد الاطفال يصلون ركعة أو اثنين ثم يذهبون ويتركون الصلاة وهذا شىء طبيعى فى هذه السن ولا مانع منه.
16- إقامة مسابقات عن الصلاة.
17- إقامة حفل لبلوغ الطفل سن السابعة وهو سن الصلاة ومن سن السابعة وحتى العاشرة يجب عدم الأمر بتأدية الصلاة مباشرة بقول قم لصلاة العصر لأن هذا خطأ تربوى وإنما بطريق غير مباشر بقول هيا لنصلى معا.
18- إحراج الطفل بالصلاة.
19- الرياضة مهمة لكن لا ينبغى أن تعطلنا عن الصلاة لذا يجب أن نجعل الطفل يترك الرياضة إذا سمع الأذان وجعله يصلى ثم يكمل ما كان يفعله.
20- يجب ألا نجعل الطفل يترك الصلاة فى مرضه وإنما لابد أن نرسخ فى ذهنه أن المرض لا يعوقه عن الصلاة وأنه يستطيع أن يصلى جالساً.
21- يمكن أن نذاكر مع الطفل مادة الحساب بأمور تتعلق بالصلاة مثل كم عدد ركعات الظهر بالاضافة لركعات المغرب، أو ما الوقت بين صلاة العصر والعشاء.
ومع تطبيق هذه الأمور، إن شاء الله لن تكون هناك حاجة لضرب الطفل على الصلاة.
_____________________________
المصدر:
مقال للدكتور ياسر أحمد نصر أستاذ الامراض النفسية والاستشاري والتربوي: https://bit.ly/2uGBnBd