التباعد بين المصلين
عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله”. (رواه أبو داود)، وعن أنس عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “رصوا صفوفكم، وقاربوا بينهما، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحَذَف”. (رواه أبو داود) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وهذا يدل على أن تسوية الصفوف في الصلاة سنة مستحبة عند جمهور أهل العلم. ولذلك الهيئة الشرعيّة المطلوبة للصلاة هي الاجتماع خلف إمام مع تسوية الصفوف ومحاذاة الأقدام ولكن قد يطرأ عليها ما ينقص من بعض سنن وآداب الصلاة، ومن ذلك تسوية الصفوف واقتراب المصلين وسدّ الفجوات بينهم بسبب طارئ كوجود السواري والحيطان الفاصلة لضرورة البناء في المساجد، أو بسبب خوف اقتراب المسلم من أخيه خشية انتشار العدوى وانتقال الأمراض كما هو حادث حاليا.
وذلك لا حرج في تباعد المصلّين في الصف بعضهم عن بعض مسافة كافية للسلامة الصحية، فترك سدّ الفُرَج بين المصلين مكروه عند جماهير العلماء في حالة الاختيار والسعة، أما في حالة الحاجة والاضطرار فإن هذه الكراهة تسقط عن المكلف لقاعدة سقوط الكراهة عند أدنى حاجة.
وللمزيد حول مسألة التباعد بين المصلين في صلاة الجماعة، يمكنكم مشاهدة الفديو التالي لفضيلة الدكتور خالد المصلح.