المسح على الكمامة عند الوضوء في ظل تفشي وباء كورونا
في ظل ارتداء الكمامات الطبية خوفا من العدوى والتي يحرص عليها الأطباء المخالطون بالمرضى والعديد من الناس يتساءل البعض عن حكم المسح على الكمامة عند الوضوء خوفا من العدوى.
من المعروف أن غسل الوجه في الوضوء ركن من أركانه لأن الله تعالى قال في سورة المائدة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ..”.
لا يمكن ترك غسل الوجه في الوضوء إلا في حالة واحدة وهي أن يصاب أحد في وجهه ونحوه ووضع جبيرة أو جبس فيجوز ان يمسح عليه، لكن غسل الوجه لا بدائل له إطلاقا، وذلك لوجود احتياطات طبية يمكن أن يتخذها الطبيب أو الممرض أو المسعف أو من يرتدي الكمامة خوفًا من الوباء مثل أن يضع مطهرًا على وجهه ويخلع الكمامة ويرميها ويغسل وجهه لأنه ركن من أركان الوضوء، ثم يرتدي كمامة جديدة.
ويرى الشيخ فيصل علوش العتيبي معلم وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن المسح على الحوائل عند الوضوء إنما جاء به الشرع في أشياء مخصوصة كالمسح على الجورب والعمامة وما شابهها، وأما ما يتعلق بالوجه فإن فرضه الغسل، كما قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين”. (سورة المائدة) فالوجه فرضه الغسل، ولا يجوز أن يذهب لمسح شيء يغطيه لعدم وجود دليل يدل على ذلك، بل المتعيّن غسل الوجه لمن استطاع ذلك.
فلابس الكمام لا يجوز له المسح عليه بدلا من غسل الوجه، وإنما إذا احتاج للوضوء فإنه ينزع الكمام ويغسل وجهه والحمد لله، وأيضا فإن المسح على الكمام قد يكون مضرا من ناحية أخرى وذلك لاحتمالية وجود فيروسات عالقة به فتعلق باليد التي تمسح عليه.
فإذا توضأ الإنسان وضوءا كاملا بغسل وجهه ثم لبس الكمام وحضرت الصلاة، فلا مانع شرعا من أن يصلي وهو لابس للكمام، لأن تغطية الوجه غاية ما فيها أنها مكروهة في الصلاة، والكراهة تزول عند وجود الحاجة.