الصلاة عبادة عظيمة، يتوجه المسلم فيها بقلبه وبدنه إِلى الله تعالى، فينبغي أن يتقدمها استعداد نفسي وتهيؤ بدني؛ ليتفرغ لها ويؤديها على الوجه الصحيح؛ ولهذا يشرع لها ما يلي فيما يعرف ب (آداب الصلاة):
1- الإِخلاص
قال تعالى: “وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ” (البيِّنة: 5).
ولا يتقبل الله من العمل إلا ما كان خالصًا لله، لا رياءً ولا سمعة، ولا أي نوع من أنواع الإشراك بالله.
2- إِسباغ الوضوء
وهو أداؤه بإتقان على الوجه الأكمل. عن أبي هريرة -رضى الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: “أَلا أَدُلُّكَمْ عَلى ما يَمْحُو الله به الخَطايَا، ويَرْفَعُ بِه الدَّرَجاتِ؟ قالوا: بَلَى يا رَسُولَ الله، قال: إِسْباغُ الوُضُوءِ على المَكارِهِ [المكاره: هي ما يشق على الإنسان من برد ونحوه] وكَثْرَةُ الخُطا إِلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطِ [الرباط: حبس النفس على الطاعة] ” (رواه مسلم).
3- التبكير للصلاة
وهو الخروج مبكرًا؛ لإِدراك فضيلة انتظار الصلاة. عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله قال: “وَلا يَزَالُ أَحَدُكُم في صَلاةٍ ما انْتَظَرَ الصّلاةِ” (رواه البخاري).
4- ذكر الله
– فيذكر الله عند الخروج من المنزل، فيقول: “باسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إِلا باللهِ” (رواه أبو داود)، “اللهم إِني أعوذ بك أن أَضِل أو أُضل، أو أزِل أو أُزَل، أو أظلِم أو أُظْلَم، أو أجهَل أو يُجهْل عليَّ” (رواه أبو داود).
– ويذكر الله عند الذهاب إلى المسجد، فيقول: “اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللهم أعطني نورًا” (رواه مسلم).
5- المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار
– لقوله –صلى الله عليه وسلم- : “إذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ فَامْشُوا إلَى الصَّلَاةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ [السكينة: الطمأنينة والتأني في المشي] وَالْوَقَار [الوقار: الرزانة، وغض البصر، وقلة الالتفات]ِ وَلَا تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا” (متفق عليه).
6- الذكر عند الدخول المسجد
– تقديم رجله اليمنى حال الدخول إِلى المسجد، ويقول: “أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم” (رواه أبو داود)، “باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله” (رواه مسلم)، “اللهم افتح لي أبواب رحمتك” (رواه مسلم).
– وتقديم رجله اليسرى عند الخروج من المسجد، ويقول: “بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إني أسألك من فضلك، اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم” (رواه ابن ماجه).
7- ألا يجلس حتى يصلي ركعتين
– لقوله –صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ” (متفق عليه).
8- تجنب تشبيك الأصابع
– لقوله : “إذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى المَسْجِدِ فَلَا يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أصَابِعِهِ؛ فَإِنَّهُ فِي صَلَاةٍ” (رواه أبو داود).
9- الانشغال بالذكر
الانشغال بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن عند انتظار الصلاة، مع عدم التشويش على المصلين.
10- الخشوع في الصلاة
وهو لب الصلاة وروحها، فصلاة بلا خشوع ولا حضور، كبدن ميت لا روح فيه، قال ابن رجب -رحمه الله- : “أصل الخشوع: لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء؛ لأنها تابعة له” (الخشوع لابن رجب) فالخشوع محله القلب، ولسانه المعبر هو الجوارح.
11- الالتزام بسنة النبي في صلاته كلها
فالصلاة عبادة يجب فيها الاتباع، فلا يفعل شيء أو يقول شيء لم يفعله أو يقلْه؛ لقوله: “صَلُّوا كَما رَأَيْتُمُونِي أُصَلّي” (رواه البخاري).
__________________
المصدر: www.al-feqh.com.